{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)}{وَقَالَ الشيطان} الكلام يوم القيامة أو في النار يقوله لأهلها {لَمَّا قُضِيَ الأمر} إن كان كلام إبليس في القيامة بمعنى قُضي الأمر؛ تعيَّن قومٌ للنار وقومٌ للجنة وإن كان في النار فمعنى قضي الأمر حصل أهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة {إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ} استثناء منقطع {مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} أي ما أنا بمغيثكم وما أنتم مغيثين لي {بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ} ما مصدريه: أي بإشراككم لي مع الله في الطاعة {مِن قَبْلُ} يتعلق بأشركتمون ويحتمل أن يتعلق بكفرتم، والأول أظهر وأرجح {إِنَّ الظالمين} استئناف من كلام الله تعالى، ويحتمل أن يكون حكاية عن إبليس {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} يتعلق بأدخل أو بخالدين، والأول أحسن.